وفد من مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الجزائرية المنبثقة عن مجموعة التعاون البرلماني مع الدول العربية، يجري سلسلة من المحادثات خلال زيارته الى الجزائر

في إطار الزّيارة التي يؤدّيها إلى الجزائر من 01 الى 04 أكتوبر الجاري، أجرى وفد مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الجزائرية المنبثقة عن مجموعة التعاون البرلماني مع الدول العربية، والمتكون من النواب السادة عادل البوسالمي، وشكري البحري، وثامر المزهود، وحسن الجربوعي ومحسن الهرمي، والسيدتين ريم الصغير، وبثينة الغانمي، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025 محادثة بمقر المجلس الشعبي الوطني الجزائري مع السيد قزوط توفيق، نائب رئيس المجلس. كما التقى إثر ذلك مع السيد محمد الهادي تبسي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائر- تونس بحضور أعضاء المجموعة.
وخلال هاتين المحادثتين، أبلغ أعضاء الوفد التونسي تحيّات السيد إبراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب إلى السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري وإلى كافة أعضاء المجلس، مشيدين بالعلاقات العريقة والمتميّزة القائمة بين البلدين، وما شهدته من محطّات تاريخية ونضالية مشتركة.
وبيّنو ا أنّ هذه الزيارة تمثّل منطلقا لعلاقات برلمانية وثيقة، وستفتح آفاقا واعدة في مجال التعاون بين البلدين ولاسيما عبر تكثيف اللقاءات وتبادل التجارب والخبرات.
وتقدّم أعضاء الوفد التونسي بمجموعة من المقترحات تعلّقت خاصة بتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الفلاحة والطاقة والطاقات المتجددة، مع العمل المشترك على إيجاد رؤية جديدة لمواجهة التحديات الطاقية و التغيّرات المناخية وأزمة شحّ المياه.
كما أكّدوا أهمية الارتقاء بمجال البحث العلمي وفق ما تتطلّبه التحوّلات الاقتصادية والإقليمية وحاجيات ومتطلّبات الشعبين. ودعوا إلى ضرورة التفكير في استراتيجية جديدة لدفع الاستثمار بين البلدين، إلى جانب الحرص على تفعيل ترسانة الاتفاقيات الثنائية في عديد المجالات . وأثاروا كذلك جملة من المشاغل المتصلة خاصة بالمعابر الحدودية وتنقّل مواطني البلدين.
وخلال التطرّق الى القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أبرز أعضاء الوفد التونسي موقف تونس المبدئي والثابت من قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومساندتها الدائمة لنضاله ودفاعه عن حقوقه الوطنية المشروعة. وأكّدوا ضرورة مضاعفة الجهود والعمل المشترك على المستويين الثنائي ومتعدّد الأطراف من أجل التصدّي لمخططات الكيان الصهيوني والدفاع على مصالح الامّة العربية وحضارتها.
من جانبه، رحّب السيد قزوط توفيق نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري بالوفد التونسي، مثمّنا دور هذه الزيارات في تعزيز التعاون البرلماني. وأشار إلى الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مبرزا تقدير الشعب الجزائري الدائم لتونس لوقوفها الى جانبه إبّان فترة الكفاح التحريري ولاسيما خلال احداث ساقية سيدي يوسف التي امتزج فيها الدم التونسي بالجزائري.
كما أشاد بمستوى العلاقات السياسية التي جسّمتها المواقف المشتركة والتطابق في الرؤى إزاء عديد القضايا، فضلا عن الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات.
وثمّن مواقف تونس الثابتة إزاء القضية الفلسطينية مذكّرا بمواقف الجزائر تجاه القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع.
وأكد من جانب اخر أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظّمة وحماية الحدود انطلاقا من الايمان الراسخ بأنّ الأمن الجزائري والتونسي واحد،
وأعلن عن اعتزم المجلس الشعبي الوطني الجزائري إنشاء لجنة برلمانية مشتركة على مستوى مجموعتي الصداقة تعقد دوراتها بشكل منتظم.
وخلال اللقاء مع أعضاء المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر- تونس، أكّد السيد محمد الهادي تبسي رئيس المجموعة أهمية هذه الزيارة الأولى من نوعها في إطار تعزيز دور الديبلوماسية البرلمانية ودفع التعاون البرلماني والحكومي. كما أكد دور مجموعات الصداقة البرلمانية في تحقيق التقارب وتبادل التجارب والخبرات، مبرزا أهمية تكثيف التواصل والتنسيق بين اعضائها.
وتطرّق أعضاء المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر- تونس الى عدد من المشاغل المشتركة المتصلة بالاتفاقيات المبرمة بين تونس والجزائر، ومزيد الارتقاء بحجم المبادلات التجارية ودفع الاستثمار.
من جهة أخرى، تحادث الوفد البرلماني التونسي بمقر مجلس الأمة الجزائري مع السيد نور الدين تاج رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، الذي أكّد متانة العلاقات بين الجزائر وتونس وخاصة في المجال البرلماني، والإرادة السياسية والبرلمانية المشتركة لمزيد تعزيزها، مبرزا ما تتطلبه التحديات المطروحة من جهود مضاعفة لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين.
و أعرب أعضاء الوفد عن اعتزازهم بهذا التقارب البرلماني. واعتبروا أن الرهانات المشتركة تدفع الجانبين الى الارتقاء بالعلاقات الثنائية، تحقيقا للطموحات. وأشاروا الى المراحل والمحطّات الهامة التي ساهمت في تقدم المسار السياسي التونسي منذ 25 جويلية 2021، والى المجهودات التشريعية والرقابية التي تقوم بها المؤسسة البرلمانية لإنجاح المسار ودفع عجلة التنمية.
ودعوا الى العمل المشترك مت أجل مزيد مزيد تفعيل دور البرلمانيين من البلدين في دعم التعاون وتوسيع الشراكات فى مجالات الاقتصاد والاستثمار والفلاحة والتجارة والطاقة والسياحة والنقل.
وفي جانب آخر من هذه الزيارة، التقى وفد مجلس نواب الشعب مع السيد سعيد سعيود، وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل الجزائري. وتمحورت المحادثة حول التحديات المشتركة وخاصة منها الأمنية، وسبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في ظل التحوّلات و التغيرات الإقليمية والجيو سياسية.
وثمّن أعضاء الوفد النيابي مجهودات البلدين في التصدّي لظاهرة الإرهاب والجريمة المنظّمة ، وتعزيز التعاون الأمني، واكّدوا أهمية العمل على تيسير تنقل الأشخاص والبضائع في المعابر الحدودية ومزيد تحسين بنيتها الاساسية، فضلا عن إنشاء أسواق اقتصادية حرة لتنمية المناطق الحدودية ودفع الاستثمار.
كما عقد وفد مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الجزائرية جلسة عمل مع السيد الأمين الاحول، الأمين العام بوزارة العلاقات مع البرلمان ، الذي تطرّق الى اليات التواصل بين المؤسسات البرلمانية والحكومية. وقدّم عرضا عن مهام الوزارة وصلاحياتها وطرق عملها، مشيرا الى المنهجية المعتمدة للارتقاء بالأداء النيابي.
وتفاعل أعضاء الوفد مع ما تم تقديمه، مشيرين الى أهمية الاستئناس بالبحوث والدراسات العلمية والخبرات للارتقاء بالتشريعات، فضلا عن أهمية توفير الإمكانيات من أجل تسهيل عمل النائب وتعزيز دوره. وأشاروا الى نجاح التجربة التونسية في هذا المجال من خلال العمل الفكري والاكاديمي الذي تقوم به الاكاديمية البرلمانية.
كما طرحوا مسائل تتعلق بسبل تطوير التعاون البرلماني وتعزيز دور الديبلوماسية البرلمانية، إضافة الى عدد من التحديات المشتركة سيما دفع الاستثمار والارتقاء بالتعاون الثنائي

الملفات المرفقة :

مقالات أخرى